فصل: (سورة العلق: آية 4)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- في قوله: {ناصية كاذبة خاطئة} مجاز عقلي فقد وصف الناصية بالكذب والخطأ والحقيقة صاحبها وذلك أبلغ من أن يضاف فيقال ناصية كاذب خاطى لأنها هي المحدّث عنها.
2- وفي قوله: {فليدع ناديه} مجاز مرسل والمراد أهل النادي، فالنادي لا يدعى وإنما يدعى أهله فأطلق المحل وأريد الحال فالمجاز مرسل علاقته المحلية والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه أهله.
وفي المصباح: ندا القوم ندوا من باب غزا اجتمعوا ومنه اشتق النادي وهو مجلس القوم للتحدّث.
وفي المختار: وناداه جالسه في النادي وتنادوا تجالسوا في النادي والندي على فعيل مجلس القوم ومتحدّثهم وكذا الندوة والنادي والمنتدى فإن تفرق القوم عنه فليس بندي ومنه سمّيت دار الندوة التي بناها قصيّ بمكة لأنهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون للمشاورة.
وكان أبو جهل قد قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما انتهره حيث نهاه عن الصلاة لقد علمت ما بها أي مكة رجل أكثر ناديا مني لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا.

.الفوائد:

1- زيادة الباء في مفعول {علم}: تطّرد زيادة الباء في مفعول عرفت ونحوه وتقلّ في مفعول ما يتعدى لاثنين ولكنها بعد علم تكاد تكون مطّردة، قال عمرو بن كلثوم:
وقد علم القبائل من معد ** إذا قبب بأبطحها بنينا

بأنّا المطعمون إذا قدرنا ** وأنّا المهلكون إذا ابتلينا

2- هل يتطابق البدل والمبدل منه تعريفا وتنكيرا: قال الزمخشري في المفصل: وليس بمشروط أن يتطابق البدل والمبدل منه تعريفا وتنكيرا بل لك أن تبدل أيّ النوعين شئت من الآخر، قال اللّه عزّ وجلّ: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} وقال: {بالناصية ناصية كاذبة خاطئة} خلا أنه لا يحسن إبدال النكرة من المعرفة إلا موصوفة كناصبة.
أما بدل النكرة من النكرة فمثاله قوله تعالى: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} فقوله: {مفازا} نكرة وقد أبدل من النكرة وهو {حدائق} ومثله قول الشاعر:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ** ورجل رمى فيها الزمان فشلّت

فأبدل قوله رجل صحيحة من قوله رجلين وكلاهما نكرة ومثال بدل المعرفة من النكرة قولك مررت برجل زيد قال اللّه تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط اللّه} فالثاني معرفة بالإضافة وقد أبدله من الأول وهو نكرة. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة العلق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك} قيل الباء زائدة كقول الشاعر:
لا يقرأن السور

وقيل دخلت لتنبه على البداية باسمه في كل شئ كما قال تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم} فعلى هذا يجوز أن يكون حالا: أي اقرأ مبتدئا باسم ربك.
قوله تعالى: {أن رآه} هو مفعول له: أي يطغى لذلك، والرؤية هنا بمعنى العلم ف {استغنى} مفعول ثان.
قوله تعالى: {لنسفعا} إذا وقف على هذه النون أبدل منها ألف لسكونها وانفتاح ما قبلها، و{ناصية} بدل من الناصية، وحسن إبدال النكرة من المعرفة لما نعتت النكرة.
قوله تعالى: {فليدع ناديه} أي أهل ناديه.
وزبانية فعالية من الزبن: وهو الدفع. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة العلق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة العلق: آية 1]

{اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق (1)}
{اقرأ} أمر فاعله مستتر {بِاسْمِ} الباء زائدة (اسم) مفعول به {رَبِّكَ} مضاف إليه {الَّذِي} صفة {ربك} {خلق} ماض فاعله مستتر والجملة صلة وجملة {اقرأ..} ابتدائية لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 2]

{خلق الإنسان مِنْ علق (2)}.
{خلق} بدل من سابقه فاعله مستتر {الإنسان} مفعول به {مِنْ علق} متعلقان بالفعل.

.[سورة العلق: آية 3]

{اقرأ وَرَبُّكَ الأكرم (3)}.
{اقرأ} أمر فاعله مستتر والجملة مؤكدة لسابقتها {وَ} الواو حالية {وَرَبُّكَ الأكرم} مبتدأ وخبره والجملة حال.

.[سورة العلق: آية 4]

{الَّذِي عَلَّمَ بالقلم (4)}.
{الَّذِي} صفة ثانية لـ: {ربك} {عَلَّمَ} ماض والفاعل مستتر {بالقلم} متعلقان بالفعل والجملة الفعلية صلة.

.[سورة العلق: آية 5]

{عَلَّمَ الإنسان ما لَمْ يعلم (5)}.
{عَلَّمَ} ماض فاعله مستتر وهو بدل من سابقه {الإنسان} مفعول به أول (ما) مفعول به ثان {لَمْ يعلم} مضارع مجزوم بلم والجملة صلة ما.

.[سورة العلق: آية 6]

{كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى (6)}.
{كلا} حرف ردع وزجر {إِنَّ الإنسان} إن واسمها {ليطغى} اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 7]

{أَنْ رَآهُ استغنى (7)}.
{أَنْ رَآهُ} أن حرف مصدري ونصب وماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول لأجله {استغنى} ماض فاعله مستتر والجملة مفعول به ثان.

.[سورة العلق: آية 8]

{إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرجعى (8)}.
{إِنَّ} حرف مشبه بالفعل {إِلى رَبِّكَ} خبر إن المقدم {الرجعى} اسمها المؤخر والجملة مستأنفة.

.[سورة العلق: آية 9]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي ينهى (9)}.
{أَرَأَيْتَ} الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله {الَّذِي} مفعول به {ينهى} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.

.[سورة العلق: آية 10]

{عَبْداً إِذا صلى (10)}.
{عَبْداً} مفعول به {إذا} ظرف زمان {صلى} ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.

.[سورة العلق: آية 11]

{أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الهدى (11)}.
{أَرَأَيْتَ} الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله {إِنْ} حرف شرط جازم {كانَ} ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط واسمه مستتر {عَلَى الهدى} متعلقان بمحذوف خبر كان والجملة ابتدائية لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 12]

{أَوْ أَمَرَ بالتقوى (12)}.
{أو} حرف عطف {أَمَرَ} ماض فاعله مستتر {بالتقوى} متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة العلق: آية 13]

{أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وتولى (13)}.
{أَرَأَيْتَ} الهمزة حرف استفهام وماض وفاعله {إِنْ} حرف شرط جازم {كَذَّبَ} ماض فاعله مستتر {وتولى} معطوف على {كذب} والجملة ابتدائية لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 14]

{أَلَمْ يعلم بِأَنَّ اللَّهَ يرى (14)}.
{أَلَمْ يعلم} ألم الهمزة حرف استفهام وتقرير ومضارع مجزوم بلم {بِأَنَّ اللَّهَ} الباء حرف جر زائد وأن واسمها {يرى} مضارع فاعله مستتر والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي {يعلم}.

.[سورة العلق: آية 15]

{كَلاَّ لئن لم ينته لَنَسْفَعاً بالناصية (15)}.
{كلا} حرف ردع وزجر {لَئِنْ} اللام، موطئة للقسم وإن حرف شرط جازم {لَمْ يَنْتَهِ} مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة {لَنَسْفَعاً} اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة والفاعل مستتر {بالناصية} متعلقان بالفعل والجملة جواب القسم لا محل لها وجملة لم ينته ابتدائية لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 16]

{ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطئة (16)}.
{ناصِيَةٍ} بدل من الناصية {كاذِبَةٍ خاطئة} صفتان.

.[سورة العلق: آية 17]

{فَلْيَدْعُ ناديه (17)}.
{فَلْيَدْعُ} الفاء الفصيحة ومضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل مستتر {ناديه} مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 18]

{سَنَدْعُ الزبانية (18)}.
{سَنَدْعُ} السين للاستقبال ومضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو المحذوفة قراءة والفاعل مستتر {الزبانية} مفعول به. والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[سورة العلق: آية 19]

{كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ واقترب (19)}.
{كلا} حرف ردع وزجر {لا تُطِعْهُ} مضارع مجزوم بلا الناهية والهاء مفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية مستأنفة {وَاسْجُدْ} فعل أمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها {واقترب} معطوف على اسجد. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة العلق ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث:
1513- الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَن أَبَا جهل قال لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم أتزعم أَن من استغنى طَغى فَاجْعَلْ لنا جبال مَكَّة ذَهَبا وَفِضة لَعَلَّنَا نَأْخُذ مِنْهَا فَنَطْغَى فَنَدَع ديننَا وَنَتبع دينك فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقال إِن شِئْت فعلنا ذَلِك ثمَّ إِن لم يُؤمنُوا فعلنَا بهم مَا فعلنَا بِصَاحِب الْمَائِدَة فَكف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَن الدُّعَاء إبْقَاء عَلَيْهِم.
1514- الحَدِيث الثاني:
رُوِيَ أَن أَبَا جهل قال لقريش هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظهركم قالوا نعم قال فوالذي يحلف بِهِ لَئِن رَأَيْته لَأَطَأَن عُنُقه فَجَاءَهُ ثمَّ نكص عَلَى عَقِبَيْهِ فَقالوا مَالك يَا أَبَا الحكم قال إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة.
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قال قال أَبُو جهل هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظهركم قالوا نعم. قال وَاللات والعزى لَئِن رَأَيْته يفعل ذَلِك لَأَطَأَن عَلَى رقبته أَو لأُعَفِّرَنَّ وَجهه فِي التُّرَاب قال فَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي زعم ليَطَأ عَلَى رقبته قال فَمَا فَجِئَهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَنْكص عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيدَيْهِ فَقيل لَهُ مَالك قال إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة فَقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «لَو دنا مني لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَة عضوا عضوا» قال وَأنزل الله تعالى: {كلا إِن الإنسان ليطغى} إِلَى آخرهَا انتهى.
1515- الحَدِيث الثَّالِث:
رُوِيَ أَن أَبَا جهل مر برَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَقال ألم أَنْهَك فَأَغْلَظ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال أَتُهَدِّدُنِي وَأَنا أَكثر أهل الْوَادي نَادِيًا فَنزلت {فَليدع ناديه} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بتغيير يسير من حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر سُلَيْمَان ابْن حبَان ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قال كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فجَاء أَبُو جهل فَقال الم أَنْهَك عَن هَذَا فنهره النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال أَبُو جهل إِنَّه ليعلم مَا بهَا نَاد أَكثر مني فَأنزل الله تعالى: {فَليدع ناديه} الْآيَة قال ابْن عَبَّاس وَالله لَو دَعَا ناديه لَأَخَذته زَبَانِيَة الله انتهى.
قال التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انتهى.
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ، وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة، وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم، وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء زَاد عَلَيْهِ قول ابْن عَبَّاس أَيْضا.
وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عن علي بن مسْهر عَن دَاوُد بن أبي هِنْد بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.
1516- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لَو دَعَا ناديه لَأَخَذته الزبانية عيَانًا».
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قوله تعالى: {سَنَدع الزبانية} قال قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «لَو فعل أَبُو جهل لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا» انتهى وَتقدم هَذَا من قول ابْن عَبَّاس.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طرق بِلَفْظ النَّسَائِيّ سَوَاء.
1517- الحَدِيث الْخَامِس:
فِي الحَدِيث «اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه إِذا سجد».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد فَأَكْثرُوا الدُّعَاء» انتهى.
1518- الحَدِيث السَّادِس:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة العلق أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا قرأ الْمفصل كُله»
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {اقرأ باسم رَبك...}...» إِلَى آخِره، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان، وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.